صفات النبي ، وهو المسمى بمطلب «كيف» أي كيف النبي؟ وهو البحث عن الصفات التي تتم بها النبوة ، فقال : البحث الثاني ـ في وجوب العصمة.
وقبل الخوض في الاستدلال نقرر معنى العصمة فنقول : ذهب بعضهم الى أن المعصوم لا يمكنه الاتيان بالمعاصي ، فقيل : سببه اختصاص بدنه أو نفسه بخاصية تقتضي امتناع المعاصي منه. وقال أبو الحسن : هو مساوي لغيره لكن ليس له قدرة على المعاصي. وقال أكثر : الناس بامكانها منه ، فقال بعضهم : ان سبب العصمة أمور أربعة.
الاول : اختصاص نفسه وبدنه بملكة تمنعه من الاقدام على المعاصي.
الثاني : أن يكون عالما بالمدح على الطاعة والذم على المعصية.
الثالث : تأكيد تلك العلوم بتواتر الوحي.
الرابع : أن يكون بحيث اذا ترك ما هو أولى عوتب عليه.
وكلا القولين باطل : أما الاول : فلانه لو كانت المعاصي ممتنعة منه لما استحق ثوابا ولا مدحا ، ولامتنع تكليفه بتركها ، اذ لا قدرة له عليها ، واللوازم بأجمعها باطلة فكذا الملزوم ، والملازمة ظاهرة.
وأما الثاني : فلوجوه : الاول : أن الاول هو نفس العصمة لا سببها.
الثاني : أن الثالث مختص بالانبياء لا بكل معصوم ، والمعصوم أعم من ذلك ، فان الائمة الاثنا عشر والملائكة وفاطمة عليهاالسلام ومريم معصومون من غير وحي.
الثالث : أن الرابع لازم للعصمة لا سببها.
والحق أن العصمة عبارة عن لطف يفعله الله بالمكلف ، بحيث لا يكون له [مع ذلك] داع الى ترك الطاعة ولا الى فعل المعصية ، مع قدرته على