فيبقى بدنكم ، فيحصل لكما الكمالات البدنية ، والنفس متعلقة ببدنكما وبواسطتها يحصل لكما الكمالات النفسانية ، وهذا لا يدلّ على أفضلية الملائكة.
هذا ان جعلنا أو فاصلة للترديد ، مع أنه يحتمل أن تكون واصلة (١) بمعنى الواو ، فلا يكون فيها حجّة على مطلوبكم حينئذ ، لدلالتها على أن هاتين المرتبتين معا أشرف ، وأما على أشرفية كل واحد منهما على الانفراد فلا ، سلمنا لكن الآية تدل على أفضلية الملائكة في وقت خطاب ابليس لآدم ، وأما وقت الاجتباء فلا ، فلم لا يجوز أن [يكون] الأنبياء قد صاروا أشرف بعد الاصطفاء.
وعن الثاني ـ انه ليس كلاما واحدا وقع فيه تقديم وتأخير ليدل على أشرفية أحدهما على الاخر ، بل كلامين مستقلين خاطب بأحدهما طائفة من النصارى ردا عليهم في قولهم «المسيح ابن الله» وبالاخرى طائفة من مشركي العرب ، ردا عليهم في قولهم «الملائكة بنات الله» ومضمونها «أن المسيح والملائكة عباد مربوبون».
__________________
(١) فى «ن» : فاصلة.