اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه أينما دار. (١)
ولفظة «مولى» يراد بها الاولى بالتصرف : أما أولا فللاستعمال ، كما يقال لسيد العبد «مولاه» أي أولى به. وأما ثانيا فلانتفاء معانيها سوى المطلوب وأما ثالثا فلان مقدمة الخبر تدل عليه.
أقول : الرابع من دلائل إمامته عليهالسلام خبر [يوم] الغدير ، وهو أن الرواة نقلوا نقلا متواترا أن النبي صلىاللهعليهوآله لما رجع من حجة الوداع وصل الى موضع يقال له غدير خم ، فكان ذلك وقت الظهيرة في حر شديد ، فأمر أصحابه بالنزول وأن يضعوا [له] الاحمال شبه المنبر فوضعت ، فصعد عليها وخطب الناس خطبة عظيمة قال فيها : أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه كيف ما دار. (٢) والاستدلال به يتوقف على أمرين :
الاول : بيان صحة الخبر ، فهذا مما لا شك فيه بين الرواة ونقلة الاحاديث ، وهو ما ذكره علي عليهالسلام يوم الشورى. وأيضا أن الامة اختلفوا في دلالته : فقالت الشيعة يدل على إمامة علي عليهالسلام ، وقال أهل السنة يدل على أفضليته ، ولم يقدم أحد على منعه ، فيكون صحيحا اجماعا.
__________________
(١) وهو حديث متواتر بين الفريقين ، وقد صنف الفريقان في ذلك كتبا ورسائل ، ورووا عن طرق مختلفة ، وروى السيد بن طاوس في الطرائف الحديث عن طريق العامة ، وعد قريب مائة وعشرين طريقا للحديث ، ومن المتأخرين صنف العلامة الامينى كتابه الشهير فى ذلك ، ولقد أحسن وأجاد.
(٢) راجع الطرائف : ١٣٩ ـ ١٥٣ ، والغدير : ١ / ٢٠ ـ ١٨١.