وهو المطلوب. واما أن يكون الوسط ملاقيا لكل من الجوهرين بعين ما يلاقي به الاخر أو بغيره ، فان كان الاول لزم التداخل ، وهو اندماج الاجزاء بحيث يصير جزؤها (١) أقل مما ينبغي لها.
وان كان الثاني فذلك انما يكون بأن يلاقي كليهما ببعض (٢) منه ، والتداخل محال كما يجيء ، فتعين الثاني ، فيكون الوسط منقسما ، وهو المطلوب.
قال المصنف في المناهج (٣) : أجاب المتكلمون عن هذه الحجة ، بأن الملاقاة ليست ببعض الاجزاء أو لا بجميعها ، بل بأعراض حالة فيه ، كما هو عندكم في الاجسام المتلاقية بالسطوح.
وأجاب كمال الدين ـ قدس الله نفسه ـ : بأن الوسط يحجب الطرفين عن الالتماس ، ويلاقي كل منهما بنهايته من ذلك الجانب ونهايتاه عرضان قائمان به ، ولا يلزم من تعدد الأعراض تعدد محالها.
سلمنا لكن ما ذكرتموه من قبول الانقسام بسبب الوضع المذكور أمر يقدره الوهم ويحكم به ، كما يحكم في الاجسام المنقسمة ، فان العقل اذا حكم بصحة الجوهر الفرد ، كانت ملاقاة الجوهرين له بنسب واضافات لا يوجب تكثرها وتعددها تكثرا في ذاته ولا قسمة ، ولهذا (٤) كما يتوهم من محاذاة النقطة المفروضة في محيط دائرة لنقطة مركزها ، فان تكثر تلك النسب لا يوجب تكثر تلك النقطة.
وأما النظام : فقد استدل على مذهبه بأدلة المتكلمين على وجود الاجزاء
__________________
(١) فى «ن» : حيزها.
(٢) فى «ن» : كل منهما لبعض.
(٣) وهو كتاب «مناهج الهداية ومعارج الدراية» فى الكلام كذا فى الخلاصة.
(٤) فى «ن» : وهذا.