ارتفع جميع جوانبه دفعة واحدة ، والا لزم التفكيك ، وهو أن يرتفع بعض الاجزاء ويبقى الاخر. وهو باطل.
لانا نفرضه في جسم صلب كالمس مستوى على مثله ، ولو ارتفع البعض لزم عدم استواء السطح ، بحيث يكون بعض أجزائه أغلظ ، فيرتفع أولا ، وبعضها أرق فيرتفع أخيرا. وهو باطل ، لان فرض سطح مستوى كما تقدم تعريفه في جسم صلب ممكن.
وفائدة اشتراط كونه مستويا أنه لو لم يكن مستويا لكان الهواء محتويا في تجاويفه. وفائدة اشتراط استواء الرفع أنه لو لم يكن مستويا لم يلزم المطلوب ، لجواز أن يدخل الهواء بين الجسمين على قدر الرفع ، هكذا قيل.
وفيه نظر : لان الرفع في هذه الصورة على أي وجه وقع حصل المطلوب ، وحينئذ نقول في أول زمان رفع السطح الفوقاني يخلو الوسط ، لان الجسم الهوائي لا يصل الى الوسط الا بعد مروره على الطرف (١) ، وحال مروره على الطرف يكون الوسط خاليا قطعا ، فثبت الخلاء وهو المطلوب.
الثاني : لو لم يكن الخلاء متحققا لزم اما التداخل أو الدور أو حركة العالم بجملته عند حركة البقة في الهواء أو السمكة في أعماق الماء ، واللازم بأقسامه باطل فالملزوم مثله.
أما بطلان اللازم فظاهر. أما التداخل فقد مضى. وأما الدور فلما يأتي. وأما الثالث فبالحس ، فانه يدل على عدمه قطعا.
وأما بيان الملازمة فنقول : اذا تحرك الجسم من مكانه الى مكان آخر ، فالجسم الحاصل في المكان الثاني على ذلك التقدير ان بقي على حاله لزم
__________________
(١) فى «ن» : الاطراف.