وفى هذا المعنى كان الشيخ أبو على يحكى أن رجلا كان يقول : الله الله دائما ، فأصاب حجر رأسه وشجه فوقع دمه على الأرض فاكتتب الدم على الأرض الله الله.
وحكى أن أبا الحسين النووى بقى فى منزله سبعة أيام لم يأكل ولم يشرب ولم ينم ويقول : الله الله ، فأخبر الجنيد بذلك فقال : انظروا محفوظ عليه أوقاته أم لا؟ فقيل : إنه يصلى الفرائض ، فقال : الحمد لله الّذي لم يجعل للشيطان عليه سبيلا ، ثم قال : قوموا حتى نزوره ، فإما أن نستفيد منه وإما أن نفيده ، فدخل عليه الجنيد فقال : يا أبا الحسن ، ما الّذي دهاك؟ فقال : أقول : الله الله ، زيدوا عليّ ، فقال له الجنيد : انظر هل قولك : الله بالله أم قولك بنفسك ، فإن كنت القائل : الله بالله فلست القائل له ، وإن كنت تقول بنفسك فأنت مع نفسك ، فما معنى الوله؟ فقال : نعم المؤدب أنت ، وسكن ولهه.
وقال بعضهم : إن الألف فى هذا الاسم إشارة إلى الوحدانية ، واللام إشارة إلى محو الإشارة ، واللام الثانية إشارة إلى محو المحو فى تكشف الهاء.
وحكى أن الشبلى قال فى مجلس الجنيد فى ولهه : الله الله ، فقال له الجنيد : يا أبا بكر ، الغيبة حرام.
قيل : معناه إن كنت غائبا فذكر الغائب غيبة ، وإن كنت حاضرا فهو ترك الحرمة.
وحكى عن أبى سعيد الخراز أنه قال : رأيت بعضهم فقلت : ما غاية هذا الأمر؟ قال : الله ، قلت : ما معنى قولك : الله؟ قال : تقول : اللهم ودلنى بك عليك ، وثبتنى عند وجودك ، ولا تجعلنى ممن يرضى بجميع ما هو دونك عوضا منك ، وأقر فؤادى عند لقائك (١).
__________________
(١) ينبغى أن يكون حظ العبد من هذا الاسم التأله ، بمعنى أن يكون مستغرق القلب والهمة ـ