لأدرك غدا صلاة الجمعة ، فمضيت وصليت ، فلما انصرفت اجتزت بالزرع فإذا هو قد سقى ، فقلت من سقى هذا؟ فقيل : إن جارك أراد أن يسقى زرعه فغلبته عيناه وانفتق السد فدخل الماء زرعك ، فلما وافيت باب الدار إذا أنا بالحمار على المعلف ، فقلت : من ردّ هذا الحمار؟ فقالوا : صال عليه الذئب والتجأ إلى البيت ، فلما دخلت الدار إذا أنا بالدقيق موضوع هناك ، فقلت : كيف سبب هذا؟ فقالوا : إن الطحان طحن هذا بالغلط ، فلما علم أنه لك رده إلى المنزل ، فقلت : ما أصدق ما قيل : من كان لله كان الله له ، ومن أصلح لله أمرا أصلح الله أموره ، فتركت الدنيا وتبت إلى الله تعالى.
* * *