فصل : بم يكون إعزاز الحق لعباده :
واعلم أن إعزاز الحق لعباده يكون بصحة القناعة فإن الذل كله فى الطمع ، وقيل : إن العقاب يطير فى الهواء فى تصاعده فلا يرتقى طرف إلى سطاره ، ولا تسمو همة إلى الوصول إليه فيرى قطعة لحم معلقة على شبكة فيدليه الطمع من مطاره فتعلق الشبكة بجناحه فيصيده صبى ، ثم يلعب به ، ولو لا الأطماع الكاذبة لما استعبد الأحرار بكل شيء لا خطر له ، وفى معناه أنشدوا :
وخير رداء يرتديه ابن حرة |
|
سلامة عرض لم يدنس بمطمع |
وأنشدوا :
طمعت بليلى أن تجود وإنما |
|
تقطع أعناق الرجال المطامع |
وأنشدوا :
إذا أظمأتك أكف الليا |
|
لى كفتك القناعة شبعا وريا |
فكن رجلا رجله فى الثرى |
|
وهامة همته فى الثريا |
أبيا لقاؤك ذا ثروة |
|
تراه بما فى يديه أبيا |
فإن إراقة ماء الحيا |
|
ة دون إراقة ماء المحيا |