القول الثالث : أنه (هو) نقله الإمام فخر الدين (١) عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد أن يعبر عن كلام عظيم بحضرته لم يقل أنت قلت كذا ، وإنما يقول : هو ، تأدبا معه.
القول الرابع : (الله) لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل فى الأسماء الحسنى ، ومن ثمّ أضيفت إليه.
قال ابن أبى حاتم فى تفسيره : حدثنا الحسن بن محمد الصباح حدثنا إسماعيل ابن عليّة عن أبى رجاء ، حدثنى رجل عن جابر بن عبد الله بن زيد ، أنه قال : اسم الله الأعظم هو : (الله) ألم تسمع أنه يقول : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ).
وقال ابن أبى الدنيا فى كتاب الدعاء : حدثنا إسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال : قال الشعبى : اسم الله الأعظم (يا الله).
القول الخامس : (الله الرحمن الرحيم) قال الحافظ ابن حجر فى شرح البخارى (٢) : ولعل مستنده ما أخرجه ابن ماجه عن عائشة رضى الله عنها أنها سألت النبي صلىاللهعليهوسلم أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت : (اللهم) إنى أدعوك الله ، وأدعوك الرحمن ، وأدعوك الرحيم ، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ، ما علمتها وما لم أعلم ... الحديث ، وفيه أنه صلىاللهعليهوسلم قال لها : «إنه لفى الأسماء التى دعوت بها» قال : وسنده ضعيف وفى الاستدلال به نظر. انتهى.
قلت : أقوى منه فى الاستدلال ما أخرجه الحاكم فى المستدرك وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن عثمان بن عفان رضى الله عنه سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن (بسم الله الرّحمن الرّحيم) فقال : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وما بينه وبين اسم
__________________
(١) أراد فخر الدين الرازى صاحب التفسير الكبير (مفاتيح الغيب).
(٢) فتح البارى ، وانظر أهم طبعاته بتحقيق طه عبد الرءوف سعد.