__________________
٢ ـ عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله عزوجل : أخرجوا من النار من ذكرنى يوما أو خافنى فى مقام» (الترمذي).
٣ ـ عن معاذ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من مسلم يبيت على طهر ذكرا لله تعالى ، فيتعارّ (ينتبه) من الليل ، فيسأل الله تعالى خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» (أبو داود).
٤ ـ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يقول الله عزوجل : أنا عند ظن عبدى بى ، وأنا معه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم ، وإن تقرّب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة». (الشيخان).
٥ ـ عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال : قلت : يا رسول الله ، ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال :
«غنيمة مجالس الذكر الجنة» (أحمد).
٦ ـ عن أنس بن مالك رضى الله عنه : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا : وما رياض الجنة؟ قال : «حلق الذكر» (الترمذي).
والذكر كما قال الحكيم الترمذي : الذكر غذاء المعرفة ، والمعرفة حلوة نزهة ، والقلب وعاؤها وخزانتها ، والصدر ساحته ، والمعرفة ذات شعب : شعبة منها للجلال ، وشعبة للعظمة ، وشعبة للرحمة ، وشعبة للجمال ، وشعبة للبهجة ، وشعبة للسلطان ، وشعبه للبهاء ، وأصل هذه الشعب القدرة ، ومن القدرة تتشعب هذه الشعب ، ثم من كل شعبة منها تتشعب الأشياء.
فجوهر الذكر البهجة ، فإذا بدا الذكر على القلب هاج الفرح ، فلو لم يمازجه فرح النفس بها لطاب الذكر ، ولكن النفس لما جاءت بمزاجها تكدر الفرح فانقطع المدد من المذكور فبقى الذكر مع كدورة الفرح ، فأهل الصفاء يلتذون بالذكر لأن نفوسهم فى سجون القلب ، وسلطان المعرفة قد أحاطت بالنفس ، فلا تقدر النفس أن تتحرك للمزاج والأخذ بنصيبها. وأصل الذكر فى القلب ، وعمله بالفؤاد فى الصدر ، فإذا خرجت المشيئة من باب الرحمة جرت الإرادة من باب الحكمة ، هاج الذكر من ملك البهجة فثار ضوؤها إلى الصدر ، فتراءى الضوء لعينى الفؤاد ، فارتحل بعقله شاخصا إلى الله فصار ذلك الضوء مركبه إلى الله ، والراكب عقله ، فهذا هو الذكر ، فالقلوب لها محلات :