بالزيادة على ما أذن فيه ، أو النقصان عما أمر به ، فالأول تشبيه ، والثانى تعطيل ، فإن المشبهة وصفوه بما لم يؤذن فيه ، والمعطلة سلبوه ما اتصف به ، ولهذا قال أهل الحق : ديننا طريق بين طريقين ، يعنى لا تشبيه ولا تعطيل.
وسئل الشيخ أبو الحسن البوشنجي عن التوحيد فقال : «إثبات ذات غير مشبهة بالذوات ، ولا معطلة من الصفات».
وقد اختلف الناس فى اشتقاق الاسم فمنهم من قال : إنه من السمو وهو العلو والرفعة ، ومنهم من قال : إنه من الوسم والسمة ، وهو الكى والعلامة ، فعلى مقتضى اختلافهم من عرف أسماء الله تعالى يجب أن يتصف بهذين الوصفين ، بالسمو والسمة ، فتعلو همته ، عن مساكنة الأغيار وملاحظة الرسوم والآثار والرضا بخسيس الأقذار ، ويتسم بعبادة الجبار ، ويتصف بنعت الافتقار ، ويقوم بين يدى ربه بشواهد الانكسار ، ويبرز فى ميدان الاضطرار ، وخمار الاحتقار.