وتمحيص ذنوبهم بالبلاء وأنواع المصائب في الدنيا ، وبشدّة النزع عند الاحتضار ، وببعض أنواع العذاب في البرزخ ، وفي المحشر ، وأنّ شفاعة والأئمّة صلّى الله عليهم أجمعين مدّخرة لأهل الكبائر من المؤمنين ، بل الظاهر تواترها معنى عليه ، ولذا ادّعى غير واحد منهم الإجماع على ذلك ، وإنّما عدّوا المخالف بعض المخالفين وسائر الفرق.
قال المحقق الطوسي في «قواعد العقائد» : اختلفوا في معنى الإيمان ، فقال بعض السلف : إنّه إقرار باللّسان ، وتصديق بالقلب ، وعمل صالح بالجوارح ، وقالت المعتزلة : أصول الإيمان خمسة : التوحيد ، والعدل ، والإقرار بالنبوة ، وبالوعد والوعيد والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقال الشيعة : اصول الإيمان ثلاثة : التصديق بوحدانية الله تعالى في ذاته والعدل في أفعاله ، والتصديق بنبوّة الأنبياء وبامامة الأئمة المعصومين صلّى الله عليهم أجمعين ، والتصديق بالأحكام الّتي يعلم يقينا أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم حكم بها ، دون ما فيه الخلاف ...
إلى أن قال : وصاحب الكبيرة عند الخوارج كافر ، لأنّهم جعلوا العمل الصالح جزء الإيمان ، وعند غيرهم فاسق ، والمؤمن عند المعتزلة والوعيديّة لا يكون فاسقا ، وجعلوا الفاسق الّذي لا يكون كافرا منزلة بين المنزلتين : الإيمان والكفر ، وهو عندهم يكون في النار خالدا ، وعند غيرهم المؤمن قد يكون فاسقا وقد لا يكون ، وتكون عاقبة الأمر على التقديرين الخلود في الجنّة.
ويقرب منه ما ذكره في كتاب المسائل.
وقال الخواجة الطوسي (ره) في التجريد : الإيمان التصديق بالقلب واللسان ...
إلى أن قال : والفسق الخروج من طاعة الله مع الإيمان به.
وقال العلّامة أعلى الله مقامه في شرحه : اختلف الناس في الفاسق ، فقالت