اليتيم بغير حقّه ، وتعدّي الحدود الّتي أمر الله عزوجل ، وركوب الفواحش (ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) من الزنا والسرقة ، وكلّ ما وافق ذلك من القبح ، وكذب من قال : إنّه معنا وهو متعلّق بفرع غيرنا (١).
وفي البصائر بالإسناد عن الصادق عليهالسلام فيما كتبه إلى المفضّل في خبر طويل ، وفيه : ثمّ إنّي أخبرك أنّ الدّين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرّجل هو اليقين ، وهو الإيمان ، وهو إمام أمّته. أو أهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن أنكره أنكر الله ودينه ، ومن جهله جهل الله ودينه ، والمعرفة على ضربين : معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ، ويوصل بها الى معرفة الله ، فهذه المعرفة الباطنة الثابتة ، ومعرفة في الظاهر ، فأهل المعرفة في الظاهر الّذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا يلحقون بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ، ولا يصلون بتلك المعرفة الى حقّ معرفة الله ... الى ان قال عليهالسلام : وأخبرك أنّي لو قلت : إنّ الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحجّ ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام ، والمشعر الحرام ، والطهور ، والاغتسال من الجنابة ، وكل فريضة كان ذلك هو النبي الّذي جاء به من عند ربه لصدقت ، لأنّ ذلك كلّه إنّما يعرف بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولولا معرفة ذلك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والإيمان والتسليم له ما عرف ذلك ، فذلك من من الله تعالى على من يمنّ عليه ... الخبر (٢).
وفي مشارق الأنوار ، وغيره على ما رواه جملة من الأصحاب منهم الجليلان المجلسيّان طاب ثراهما في خبر معرفتهم بالنورانيّة ، وفيه : يا سلمان ، ويا جندب إنّ معرفتي بالنورانيّة معرفة الله ، ومعرفة الله معرفتي ، وهو الدين الخالص بقول الله
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٤ ، ص ٣٠٤.
(٢) بصائر الدرجات : ص ٥٥.