بالأحجار الدافعة (١) ، وأوجب الله عزوجل بكلّ ذرّة ضرر دفع عنه ، وبأقلّ قليل جزء ألم الضرر الّذي كفّ عنه مائة ألف من خدّام الجنان ومثلهم من الحور الحسان يدلّونه هناك ويشرّفونه ، ويقولون : هذا بدفعك عن فلان ضررا في ماله أو بدنه.
ومن حضر مجلسا قد حضره كلب يفترس عرض أخيه أو إخوانه واتّسع جاهه فاستخفّ به ، وردّ عليه ، وذبّ عن عرض أخيه الغائب قيّض الله الملائكة المجتمعين عند البيت المعمور لحجّهم ، وهم شطر ملائكة السماوات وملائكة الكرسي والعرش ، وهم شطر ملائكة الحجب ، فأحسن كلّ واحد بين يدي الله محضره ، يمدحونه ويقرّبونه ويقرّظونه ويسئلون الله تعالى له الرفعة والجلالة ، فيقول الله تعالى : أمّا أنا فقد أوجبت له بعدد كل واحد من مادحيكم مثل عدد جميعكم من الدرجات وقصور ، وجنان ، وبساتين وأشجار ممّا شئت ممّا لا يحيط به المخلوقون (٢).
ثمّ ساق الكلام في أخبار كثيرة في إنفاق أمير المؤمنين عليهالسلام بماله وبدنه وجاهه في سبيل الله ابتغاء مرضاته.
اختصاص الرزق بالحلال :
بقي الكلام في امور : أحدها : أنّه قد طال التشاجر بين المتكلّمين في اختصاص الرّزق بالحلال ، أو شموله للحرام أيضا سواء كانت الحرمة عينيّة كالخمر والخنزير ، أو لانتفاء الملك كالغصب ، او لشيء من العوارض كالمريض الّذي يجب عليه الحمية إذا أكل ما يضرّه ، فالعدليّة على الأوّل ، والأشاعرة على الثاني ، ومن هنا
__________________
(١) في المصدر : فيشجونهم ضربا بالأحجار الدامغة.
(٢) تفسير المنسوب الى الامام العسكري عليهالسلام ص ٢٩ ـ ٣٠ وعنه البحار ج ٧٥ ص ١٥ وص ٢٥٨.