الأعراض تكفّونهم فهو محسوب لكم في الصدقات.
وسئل امير المؤمنين عليهالسلام من النفقة في الجهاد إذا لزم او استحبّ؟ فقال عليهالسلام : أمّا إذا لزم الجهاد فهو بأن لا يكون بإزاء الكافرين من ينوب من ساير المسلمين فالنفقة هناك الدرهم بسبعمائة ألف ، فأمّا المستحبّ الّذي هو قصد الرجل وقد ناب عنه من يسعه واستغنى عنه فالدرهم بسبعمائة حسنة كل حسنة خير من الدنيا وما فيها مائة ألف مرّة ، وأمّا القرض فقرض درهم كصدقة درهمين سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : هو الصدقة على الأغنياء (١).
وقال امير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : من قاد ضريرا أربعين خطوة على أرض سهلة لا خوف عليه اعطي بكلّ خطوة قصرا في الجنّة مسيرة ألف سنة في ألف سنة لا يفي بقدر إبرة منه طلاع الأرض أي ملؤها ذهبا ، فإن كان فيما قاده مهلكة جوزه وجد ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة أوسع من الدنيا مائة مرّة ورجح بسيئاته كلّها ومحقها وأنزله في أعالي الجنان وغرفها.
وما من رجل رأى ملهوفا في طريق بمركوب له قد سقط وهو يستغيث ولا يغاث فأغاثه وحمله على مركوبه وسوّى له إلّا قال الله عزوجل : كددت نفسك وبذلت جهدك في إغاثة أخيك لأكدّنّ ملائكة هم اكثر عددا من خلائق الإنس كلّهم من أوّل الدهر إلى آخره ، وأعظم قوّة ، كلّ واحد منهم ممّن يسهل عليه حمل السماوات والأرضين ليبنوا لك القصور والمساكن ، ويرفعوا لك الدرجات فإذا أنت في جناني كأحد ملوكها الفاضلين ، ومن دفع عن مظلوم قصد بظلم ضررا في ماله أو بدنه خلق الله عزوجل من حروف أقواله وحركات أفعاله وسكونها أملاكا بعدد كلّ حرف منها مائة ألف ملك كلّ ملك منهم يقصدون الشياطين الّذين يأتون لإغوائه فيثخنونهم ضربا
__________________
(١) تفسير الإمام العسكري ص ٨٠.