تخصيص من غير تخصّص ، ومجرّد اقترانه بالصلوة الّتي هي شقيقة الزكاة لا يصلح مخصّصا للموصولة بالزكوة ، فضلا عن خصوص المفروضة منها.
وأمّا ما في المعاني ، والمجمع ، والعيّاشي عن الصادق عليهالسلام من تفسيره بقوله : «وممّا علّمناهم يبثّون» فهو تنبيه على الفرد الأخفى الّذي ينبغي أن يكون الاهتمام به أشدّ وأولى نظرا إلى أنّ الأرزاق نوعان : ظاهرة للأبدان كالأقوات للحيوان ، وباطنة للقلوب والأذهان كالمعارف والعلوم ، وحقايق الإيمان.
فالأولى حملها على ما يشمل المال والجاه والخلق وقوى الأبدان ، وتعليم العلوم والهداية الى مراتب الإيمان ، ولذا قال الإمام عليهالسلام في تفسيره : يعني (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال ، والقوى في الأبدان والجاه والمقدار (يُنْفِقُونَ) ، ويؤدّون من الأموال الزكاة ويجودون بالصدقات ، ويحتملون الكلّ ، ويؤدّون الحقوق اللازمات كالنفقة في الجهاد إذا لزم هو وإذا استحبّ ، وكسائر النفقات الواجبات على الأهلين ، وذوي الأرحام القريبات والآباء والأمّهات ، وكالنفقات المستحبّات على من لم يكن فرضا عليهم النفقة من سائر القرابات ، وكالمعروف بالاسعاف والقرض ، والأخذ بيد الضعفاء ، ويؤدّون من قوى الأبدان المعونات كالرجل يقود ضريرا ، او ينجيه من مهلكة ، أو يعين مسافرا ، أو غير مسافر على حمل متاع على دابّة قد سقط عنها او كدفع عن مظلوم قصده ظالم بالضرب أو بالأذى ، ويؤدّون الحقوق من الجاه بأن يدفعوا به عن عرض من يظلم بالوقيعة فيه ، أو يطلبوا حاجة بجاههم لمن قد عجز عنها بمقداره ، فكلّ هذا إنفاق ممّا قد رزقه الله تعالى.
ثمّ روى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبارا كثيرة في فصل الصلاة والزكاة واشتراط قبول كل منها بالآخر ، وعقوبة تاركهما ، وفضل الجهاد والصدقة واشتراط قبول الجميع بالولاية ... الى أن قال عليهالسلام : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثمّ كلّ معروف بعد ذلك وما وقيتم به أعراضكم وصنتموها من ألسنة كلاب الناس كالشعراء الواقعين في