حجّة الوداع :
ألا إنّ الروح الأمين نفث في روعي أنّه لا تموت نفس حتّى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله تعالى ، فإنّ الله تبارك وتعالى قسّم الأرزاق بين خلقه حلالا ، ولم يقسّمها حراما ، فمن اتّقى وصبر أتاه الله برزقه من حلّه ، ومن هتك حجاب الستر وعجّل فأخذه من غير حلّه قصّ به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة (١).
والفضلي ما كان فاضلا له من قدر الحاجة والضرورة الّتي يشترك فيها جميع الخلق على أحد الوجهين المتقدّمين ، وإليه الإشارة ما في قرب الإسناد عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الرزق ينزل من السماء إلى الأرض على عدد قطر المطر الى كلّ نفس بما قدّر لها ولكن لله فضول ف (سْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ) (٢).
وعن ابي جعفر عليهالسلام : ليس من نفس إلّا وقد فرض الله لها رزقها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه آخر ، فإنّ تناولت شيئا من الحرام قاصّها من الحلال الّذي فرض لها ، وعند الله سواهما فضل كثير ، وهو قوله عزوجل : (وَسْئَلُوا اللهَ ...) (٣).
وفي المقنعة عن الصادق عليهالسلام : الرزق مقسوم على ضربين : أحدهما واصل الى صاحبه وإن لم يطلبه ، والآخر معلّق بطلبه ، والّذي قسم لأحد على كلّ حال آتيه وإن لم يسع له ، والّذي قسم له بالسعي فينبغي أن يلتمسه من وجوهه ، وهو ما أحلّه
__________________
(١) الكافي ج ٥ ص ٨٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٥ ص ١٤٥.
(٣) النساء : ٣٢.