ضرورة كالخوارج ، وساير النواصب والغلاة ، بل وكذا من أنكر شيئا من الأحكام الفرعيّة الضروريّة أو الإجماعيّة ، أو الأحكام القطعيّة الّتي حصل له القطع بها وان لم يعلم بها غيره ، ضرورة استلزام كلّ منها لإنكار الدين الموجب للكفر قطعا.
مضافا الى الأخبار الكثيرة الدالّة عليه ، ففي مكاتبة عبد الرّحيم القصير للصادق عليهالسلام المرويّ في الكافي أنّه عليهالسلام قال فيها : لا يخرجه ـ أي المسلم ـ إلى الكفر إلّا الجحود والاستحلال أن يقول للحلال : هذا حرام ، وللحرام : هذا حلال ، ودان بذلك ، فعندها يكون خارجا عن الإسلام والإيمان ، داخلا في الكفر (١).
وعن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يرتكب الكبيرة فيموت هل يخرجه ذلك عن الإسلام ، وإن عذّب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدّة وانقطاع؟ فقال عليهالسلام : أمّا من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنّه حلال أخرجه ذلك من الإسلام ، وعذّب أشدّ العذاب ، وإن كان معترفا أنّه أذنب ومات عليها أخرجه من الإيمان ، ولم يخرجه من الإسلام ، وكان عذابه أهون من عذاب الأول (٢).
وفي بصائر الدرجات ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أرأيت من لم يقرّ بما يأتيكم في ليلة القدر كما ذكر ولم يجحده؟ قال : أمّا إذا قامت عليه الحجّة ممّن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر ، وأمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتّى يسمع (٣).
وفي تحف العقول عن الصادق عليهالسلام في حديث ، قال : ويخرج من الإيمان
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٢٧.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٢٣.
(٣) بصائر الدرجات ص ٢٢٤ ومنه البحار ج ٩٧ ص ٢١.