وفي العيون والتوحيد عن الرضا عليهالسلام : من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر ومشرك ، ونحن منه براء في الدنيا والآخرة (١).
وفي العيون : انّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال للشيخ الّذي أتاه من أهل الشام : مهلا يا شيخ لعلّك تظنّ قضاء حتما ، وقدرا لازما ، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم تكن على مسيء لائمة ، ولا لمحسن محمدة ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان ، وخصماء الرّحمن ، وقدرية هذه الامّة ومجوسها ، يا شيخ إنّ الله عزوجل كلّف تخييرا ، ونهى تحذيرا ، واعطى على القليل كثيرا ، ولم يعص مغلوبا ، ولم يطع مكرها ، ولم يخلق السماوات (وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ، ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (٢).
الى غير ذلك من الاخبار الّتي يمكن استفادة ذلك منها ، مضافا الى منافاته للعدل ، بل للتوحيد ، وغيره.
إلّا أنّ المسألة بنفسها ليست من الضروريّات الّتي يوجب إنكارها الكفر ، كيف وهي من المسائل المعضلة الّتي طال التشاجر فيها بين الحكماء والمتكلّمين وصنّفوا فيها الكتب والرسائل ، واستدلّ كلّ فريق منهم بجملة من الآيات والأخبار المتعارضة بظاهرها في هذا الباب ، ومجرّد استلزام أحد القولين لإنكار بعض الأصول والضروريات لا يؤثّر شيئا مع عدم التزام قائله بذلك ، ومن هنا صرّح بعضهم بأنّ المدار على إنكار الضروريّات صريحا لا لازما.
أمّا الآيات والأخبار فالظاهر تنزيلها على صورة الالتزام بتلك اللوازم ، او
__________________
(١) العيون ص ٨١ ـ ٨٢ والتوحيد ص ٣٧٢ ـ ٣٧٣ وعنهما البحار ج ٥ ص ٥٣.
(٢) العيون ص ٧٩ وعنه البحار ج ٥ ص ١٣.