حدّه أن يكون الأول حرف لين والثاني حرفا مدغما نحو (وَلَا الضَّالِّينَ) وخويصّة (١) ، والآخر إخطاء طريق التخفيف لان طريق تخفيف الهمزة المتحركة المفتوح ما قبلها أن تخرج بين بين.
وأمّا القلب ألفا فهو تخفيف للساكنة المفتوح ما قبلها كهمزة رأس (٢).
وقد يعتذر من الأوّل بانّ من يقلبها ألفا يشبع الألف إشباعا زائدا لتقوم مقام الحركة كما قريء في (مَحْيايَ) (٣) بإسكان الياء وصلا.
ومن الثاني بقراءة منساته (٤) بقلب المتحركة ألفا ، مع وقوعه في شعر حسّان (٥) : «سالت هذيل رسول الله فاحشة» اي عن فاحشة ، ومع ذلك كيف فكيف يكون خارجا عن كلام العرب (٦).
٤ ـ وتوسيط ألف بينهما محقّقين كما عن ابن عامر استثقالا لاجتماع المثلين كما فصل بين النونين في نحو اضربنانّ استثقالا لاجتماع النونات ، ومنه قول ذي الرمة (٧) :
فيا ظبية الوعساء بين جلاجل |
|
وبين النقاءءاأنت امّ سالم (٨) |
٥ ـ وتوسيطها بينها والثانية بين بين تخفيفا لها من جهتي الفصل والتليين ، لأنّك إذا ليّنتها فقد أمتّها ، وصار اللفظ كأنّه لا استفهام فيه ، ففي المدّ توكيد الدلالة على
__________________
(١) خويصّة الإنسان : الّذي يختصّ بخدمته.
(٢) الكشاف ج ١ ص ١٥٤ ـ ١٥٥.
(٣) سورة الانعام : الآية ١٦٢.
(٤) سورة سبأ : ١٤.
(٥) حسّان بن ثابت الانصاري الشاعر توفّي سنة (٥٤) عن مائة وعشرين سنة.
(٦) حاشية الكشّاف للسيّد الشريف الجرجاني ج ١ ص ١٥٤.
(٧) ذو الرمة : غيلان بن عقبة من فحول شعراء العرب مات بأصبهان سنة (١١٧) ه.
(٨) مجمع البيان ج ١ ص ٤١.