يسمّى عذابا من عذوبة طعمه |
|
وذاك له كالقشر والقشر صاين |
فهو مبنيّ على ما خرج به عن زمرة المسلمين ، لإنكاره ما هو ضروريّ من الدّين حيث ذهب إلى القول بانقطاع العقوبة عن الكفّار ، وانّهم لا يتألّمون بالنّار وما فيها من العذاب والنكال ابتداء أو بعد مدّة وانّهم يتلاعبون بها فيها أو يخرجون منها على حسب اختلافهم في ذلك على ما تسمع تمام الكلام فيها وفي تزييفها وتزييف الشبهات الّتي ايّدهم بها أخوهم رئيس المشككين في المقام عند تفسير قوله : (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (١).
والعظيم ربما يفسّر بالكبير ، بل قد يفسّر كلّ منهما بالآخر ، وربما يقابل بالحقير كما أنّ الكبير يقابل بالصّغير ، فإذا قيل هذا كبير دفع بانّه صغير ، او قيل إنّه عظيم دفع بانّه حقير ولمّا كان الحقير دون الصّغير كان العظيم فوق الكبير وهذا كما يقابل الأخسّ بالأشرف والخسيس بالشريف.
فلا ينبغي الإصغاء في مثل المقام إلى ما قيل من لزوم كون نقيض الاخصّ اعمّ في مثل المقام ، نعم يمكن التأمّل في تحقيق التقابلين ، وفي كون الأوّل ومقابله في طرفي الآخرين إذ لا تساعده اللّغة ولا العرف على إطلاقه ، وعلى كلّ حال فيستعمل كلّ منهما في المحسوس وغيره ، فيقال هو عظيم الجثّة وعظيم القدر والشأن ، وكذا الكبير ، ولا يبعد أن يقال إنّ الحقارة تشعر بالهوان والذّلّة دون الصّغر والعظم يشعر بانقهار النفس بملاحظة من جهة استعظامه في سنخه دون الكبر.
وتوصيف العذاب وتنكيره للتّعظيم أو للتّنويع ولو باعتبار تلفيق النوع من مختلفات الأنواع فلا ينافي ذلك ما في تفسير الإمام عليهالسلام من شمول العذاب لما في الآخرة وفي الدّنيا بقسميه قال عليهالسلام بعد قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) : يعني في
__________________
(١) البقرة : ٨٠.