وبساط (١) جمع بسط هكذا فيما يقال.
لكن الحصر لا يخلو عن تأمّل لمجيء رجال جمع راجل.
وفراد ، وثناء ، وبراء ، وغيرها ، بل قيل : إنه منتقض بأناس قطعا ، والفرق بأنّها جموع ، وأناس اسم جمع محكّم.
وقد يقال : إنّ في قوله : في الأبيات فيما يقال تعريضا بما فيه من الاعتراض.
ثمّ إنّه كغيره ممّا اشتقّ من مادّته كإنس ، وإنسان واناسي يطلق على الرجل والمرأة من دون عليهما التاء ، وقول الشاعر : إنسانة فتّانة شاذّ ، وفي «القاموس» : كأنّه مولّد (٢).
وهو مأخوذ من أنس لاستيناسهم بأمثالهم ، أو من أنس بمعنى أبصر ، ومنه : (آنَسْتُ ناراً) (٣) لأنّهم ظاهرون مبصرون ، ولذا سمّوا بشرا ، كما أنّ الجنّ سمّوا جنّا لاجتنانهم ، وقضيّة الاشتقاق والتبادر ، والمقابلة في كثير من الإطلاقات ، عدم إطلاقه على الجن الأعلى وجه التجوّز ، ولعلّه المراد بما في «المصباح» أنه يكون من الانس ومن الجن لقوله تعالى : (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٤) ، ولأنّ العرب تقول : رأيت ناسا من الجنّ.
ولكن لا يثبت بهما إلّا مجرّد الاستعمال.
__________________
(١) البساط : جمع البسط وهي الناقة المخلّاة على أولادها.
(٢) والشعر كما في القاموس :
لقد كستني في الهوى |
|
ملابس الصبّ الغزل |
إنسانة فستانة |
|
بدر الدجى منها خجل |
إذا زنت عيني بها |
|
فبالدموع تغتسل |
(٣) طه : ١٠.
(٤) سورة الناس : ٥ ـ ٦.