انطلقوا الى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به (١) ، الى غير ذلك ممّا تسمعها في مواضعه إن شاء الله.
ومنها أن يحمل المرض على ألم القلب ، حيث إنّ الإنسان إذا صار مبتلى بالحسد والنفاق ونحوهما ، ودام به ذلك فربّما صار ذلك سببا لتغيّر مزاج قلبه ، ويسري ذلك في بدنه ، فإنّ الأبدان سريعة الانفعال من العوارض النفسانيّة ، ويكون المراد من قوله تعالى : (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً) سراية المرض من قلوبهم إلى أبدانهم.
أو أنّ المراد به بناء على هذا الوجه وغيره المنع من زيادة الألطاف فيكون بسبب ذلك خاذلا لهم.
ومنها أنّ ذلك على سبيل الدعاء عليهم كقوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) (٢) فيكون دعاء عليهم بأن يخلّيهم وأنفسهم إملاء واستدراجا كي يزدادوا إثما.
ومنها أنّ المراد بالمرض ما تداخل قلوبهم من الضعف والجبر. حين شاهدوا شوكة المسلمين ، وإمداد الله تعالى لهم بالملائكة المنزلين وقذف الرعب في قلوب الكافرين ، وبزيادة المرض تضعيفه بما زاد لرسوله من النصرة والغلبة وإعلاء الكلمة.
__________________
(١) تفسير البرهان ج ٤ ص ١٥٠ ـ ١٥١ مع تفاوت يسير ـ والبحار ج ٣٥ ص ٣٢٤.
(٢) التوبة : ١٢٧.