وبأنّ الأصل والعلة في إحداث الموجودات وإبرازها ظهور الإسم الأعظم الظاهر في الأركان الأربعة الّتي حدود (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، كما قال مولانا موسى بن جعفر عليهماالسلام : إنّ الإسم الأعظم أربعة أحرف : الحرف الأوّل لا إله إلّا الله ، والحرف الثاني محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والحرف الثالث نحن والرابع شيعتنا.
ولمّا كانت الأشياء بنيت على الكمال ، وحدّ الكمال في الأعداد سبعة فكانت مراتب الأشياء سبعة ، ولكلّ من هذه الأربعة يجب أن يكون ظهور في كلّ من هذه السبعة فكان تمام الوجود وكماله بثمانية وعشرين مرتبة ، وكل مرتبة حرف من حروف الكلمة التامّة الكونيّة الوجودية الّتي تعلّق بها الكلمة التامّة الفعلية ، والحروف اللّفظية صفة للحروف الكونية المعنويّة ، فوجب أن تطابقها ولا تخالفها.
ولا يخفى عليك أنّ هذه الوجوه كلّها استحسانات اعتبارية ، واعتبارات جعليّة لا ينبغي الإصغاء إليها ، فضلا عن الاعتماد عليها (١).
نعم قد يقال : إنّ الألف الليّنة هي مادّة الموادّ لجميع الحروف ، من حيث إنّه الصوت الممتدّ في الفضاء من غير تقطيع ، فبأنواع التقطيع وانحائها يتنوّع منه الحروف ، فهو الأصل فيها ، وكلّ منها إنّما يتحصّل بظهوره في الصور الكثيرة.
ولعلّه هو المراد بقول مولانا الصادق عليهالسلام فيما رواه الثعلبي عنه على ما يأتي
__________________
(١) وإلّا فيمكن الاستدلال لمن يقول بأنّها تسع وعشرون بأنّ الألف الليّنة غير المتحركة بدليل اختلاف مخرجهما ، وثانيا يحتمل أنّ كون (الم) في أول سورة البقرة دليلا على أنّ الحروف الّتي تركّب عنها القرآن تكون تسع وعشرين لأنّ : عدد آلاف واللام والميم بحساب الأبجد الوضعي يكون تسع وعشرين لأنّ عدد الالف : (١٢) وعدد اللام : (٨) وعدد الميم : (٩).