قال : مرحبا بسلمان ابن الإسلام الّذي قال فيه محمّد سيّد الأنام : لو كان الدين معلّقا بالثريّا لتناوله رجال من أبناء فارس ، وقال فيه : سلمان منّا أهل البيت ، ثمّ يقول للمقداد وعمّار وغيرهما ما قاله فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيقبل سلمان وأصحابه ظاهرهم كما أمرهم الله ، ويجوزون عنهم.
فيقول الأوّل لأصحابه : كيف رأيتم سخريتي بهؤلاء وكفّي عاديتهم عنّي وعنكم ، فيقولون : لا تزال بخير ما عشت لنا ، فيقول لهم : فهكذا فلتكن معاملتكم لهم إلى أن تنتهزوا الفرصة فيهم ، فإنّ اللبيب العاقل من تجرّع على الغصّة حتى ينال الفرصة (١).
(وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) ، الشياطين الذين من حزبهم وخدنهم وسنخهم من مردة الإنس الذين (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) ، أو سادتهم وكبرائهم الذين أضلّوهم السبيلا ، ولذا أضافهم إليها.
وفي «المجمع» عن مولانا باقر عليهالسلام : أنّهم كهّانهم (٢).
وفي التفسير عن الكاظم عليهالسلام : انّهم أخدانهم من المنافقين المتمرّدين المشاركين لهم في تكذيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أتاه إليهم عن الله تعالى من ذكر تفضيل امير المؤمنين عليهالسلام ، ونصبه إماما على كافّة المكلّفين (٣).
والتعبير الأوّل باللقاء ، وهنا بالخلاء للتنبيه على كذبهم ونفاقهم ، وأنّه لا حظّ لهم من الايمان إلّا دعواه باللسان ، ومعتقدهم ما يظهرونه إذا خلوا.
وهي من خلوت به وإليه ، ومعه خلوّا وخلوة إذ انفردت معه ، أو من خلى
__________________
(١) تفسير المنسوب الى الامام العسكري عليهالسلام ص ٥٨ ـ ٥٩.
(٢) مجمع البيان ج ١ ص ٥١.
(٣) التفسير المنسوب الى الامام عليهالسلام ص ٥٩.