اسم النفاق أو غيره ممّا جعل موضوعا للآيات للفرق المتقدّمة وغيرها ، وأعظمهم في باب النفاق وأشدّهم نكاية على الإسلام والمسلمين ، وأحرصهم على تخريب الدّين هم الّذين نافقوا في ولاية مولانا أمير المؤمنين حيث أظهروا الإسلام والبيعة وابطنوا النفاق والمخالفة ، فلمّا أمكنوا الفرصة رجعوا على أعقابهم القهقرى ، وارتدّوا عن الدّين وصدّوا عن سبيل الله الّذي هو أمير المؤمنين عليهالسلام.
ففي الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث إلى أن قال : وقال الله عزوجل لمحمّد صلىاللهعليهوآله (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) (١) قال ألو أنّي أمرت أن أعلمكم الّذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ، فكان مثلكم كما قال الله (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) (٢) يقول : أضاءت الأرض بنور محمّد صلىاللهعليهوآله كما تضيء الشّمس ، فضرب الله مثل محمّد صلىاللهعليهوآله الشمس ومثل الوصي القمر ، وهو قوله تعالى : (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٣). وقوله (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) (٤) الآية يعني قبض محمّدا صلىاللهعليهوآله فظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته وهو قوله : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (٥) (٦).
قال شيخنا المجلسي طاب ثراه في شرح الخبر إنّه عليهالسلام لم يفسّر الجزاء لظهوره أي لقضي الأمر بيني وبينكم لظهور كفركم ونفاقكم ووجوب قتلكم.
__________________
(١) الانعام : ٥٨.
(٢) البقرة : ١٧.
(٣) يونس : ٥.
(٤) البقرة : ١٨.
(٥) الأعراف : ١٩٨ وفيها : (إِنْ تَدْعُوهُمْ).
(٦) الكافي ج ٨ ص ٣٨٠.