أقول أمّا ما نسب إليهم من تفريع كون يوم واحد خميسا عند قوم وجمعة عند آخرين وسبتا عند ثالث فلم يذكر ذلك بإطلاقه أحد منهم ، وليس يلزمهم ذلك أيضا من جهة مجرّد الكروية بل من جهة قطع محيط الكرة في جهتين مختلفتين ، بيان ذلك أنّه إذا تفرق ثلاثة أشخاص في موضع فسار أحدهم نحو المغرب والثّاني نحو المشرق وأقام الثالث حتّى دار السّائران دورا تامّا ورجع السائر إلى الغرب إليه من المشرق وإلى الشرق إليه من الغرب فمن البيّن أنّ المقيم كغيره من أهل الآفاق في عدد الأيّام لكنّه ينقص للمغربي يوم واحد ويزيد للمشرقي يوم واحد فلو كانت الأيام للمقيم عشرة كانت للمغربي تسعة وللمشرقي أحد عشر وذلك لأنّ المغربي سيره موافق لحركة الشّمس فيزيد ساعات أيّامه ولياليه من أربعة وعشرين ساعة بساعتين ونصف تقريبا كما أنّ المشرقي سيره موافق لحركتها فينقص ساعات أيّامه ولياليه بهذا القدر ويتلفّق من كل ذلك يوم ينقص عن ايّام الأوّل ويزيد على أيّام الثّاني كما هو واضح فالسّبب المؤثّر في الاختلافات حقيقة هو السّير الموافق أو المخالف لحركة الشمس في تمام الدّورة ، وهذا لا ينافي كون أيّام الأسابيع أسماء لمعانيها الواقعيّة الّتي هي أزمنة معيّنة.
فان قلت إنّه على القول بالكروية يختلف الطلوع والغروب وزوال النّهار ونصف اللّيل والفجر وغيرها بحسب إختلاف الآفاق وذلك لاختلاف أزمنة المحاذاة وغيرها من الأوضاع.
قلت : مع الغضّ عن لزوم ذلك على فرض كونها مسطّحة ايضا لا بأس بالتزام ذلك بل هو المتعيّن ضرورة اختلاف المحاذاة باختلاف الأمكنة فيتبعه اختلاف الازمنة ايضا وهو واضح يقتضي به الوجدان بعد التأمّل الصّحيح ، ويشهد له ما مرّ من مشاهدة الخسوفات القمريّة الجزئيّة في أزمنة مختلفة اضافيّة فيشاهده أهل