في جملة من المواضع ، فإنّ المستفاد منها على وجه لا يزاحمه الريب والشك أن كلّ يوم من أيّام الأسبوع وكلّ شهر من شهور السّنة أزمنة معيّنة معلومة نفس أمرية كالأخبار الدّالة على فضل يوم الجمعة وما يعمل فيه واحترامه وأنّه سيّد الأيّام وسيّد الأعياد ، وانّ من مات فيه كان شهيدا ونحو ذلك (١) ، ما ورد في أيام الأعياد من الأعمال والفضل ، وما ورد في يوم الغدير ونحوه من الأيّام الشّريفة ، وما ورد في شهر رمضان من الفضل والأعمال والاحترام (٢) ، فإنّ ذلك كلّه ظاهر في كونها عبارة عن أزمان معيّنة في الواقع واللازم على ما ادّعوه من الكرويّة إنّها اعتباريّة باعتبار قوم دون آخرين ، ومثل الأخبار الواردة في زوال الشّمس وما يعمل بالشمس في وصولها إلى دائرة نصف النّهار ، وما ورد في ذلك من الأعمال (٣) فانّه بمقتضى الكروية يكون ذلك من طلوع الشّمس إلى غروبها من دون اختصاص له بزمان معيّن ، لأنّ دائرة نصف النّهار بالنّسبة إلى كلّ قوم غيرها بالنّسبة إلى آخرين ، ثمّ قال وبالجملة فبطلان هذا القول بالنّظر إلى الأدلة السمعيّة والاخبار النبويّة أظهر من أن يخفى وعسى ساعد التوفيق أن أكتب رسالة شافية مشتملة على الأخبار الصّحيحة الصّريحة في دفع هذا القول إن شاء الله (٤).
__________________
(١) الوسائل الباب ٦ الى ١٦ من الأغسال المسنونة والباب : ٣٠ الى ٥٧ من صلاة الجمعة وآدابها.
(٢) تجد كل ذلك في الوسائل في أبواب الأغسال المسنونة وأبواب نافلة شهر رمضان.
(٣) الوسائل الباب ١٢ من مواقيت الصلاة.
(٤) الحدائق ج ١٣ ص ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ولا يخفى أن كرويّة الأرض أصبحت في عصرنا هذا من الأمور الواضحة وليس في الآيات والأخبار ما ينافيها بل فيها ما يدلّ على ذلك راجع البيان ج ١ لآية الله الخوئي قدسسره ص ٥٥.