فُرُوجٍ) (١) ، (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (٢) فانّ أوسع الأشكال هو الشكل المستدير ، وجعل فيها النجوم والأنوار ليهتدى بها في البراري والبحار (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (٣) وجعل شمسها كشمتة القلادة في وسط السيّارة متحركة بحركة أبسط من حركات الباقية مرتبطة حركات غيرها بحركتها كمقارنة العلوية في الذرى ومقابلتها في الحضيضات الدّالة على انّ حركتي التّدوير والخارج في كلّ منها مثل وسط الشّمس ومقارنة السّفليين في الذّروة والحضيض الدّال على كون وسطها كوسطها ، وجعل لها حركتين حركة يوميّة بها طلوعها ليسهل معه التقلّب لقضاء الأوطار في الأقطار طول النّهار ، وغروبها ليصلح معه الهدء والقرار في الأكناف لتحصيل الرّاحة وانبعاث القوّة الهاضمة ، وتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء.
وايضا لولا الطلوع لانجمدت المياه وغلبت البرودة والكثافة وأفضت إلى خمود الحرارة من العالم ، وجمود الرّطوبات في النباتات والحيوانات فضلا عن بني آدم ، بل يستولي الانجماد على البحار كما هو المشاهد في البحر المنجمد وغيره ممّا يقرب من عرض تسعين ولولا الغروب لحميت الأرض حتّى يحترق كلّ من عليها من حيوان ونبات فهي بمنزلة السراج يوضع لأهل بيت بمقدار حاجتهم ، ثمّ يرفع عنهم ليستقرّوا ويستريحوا ، فصار النور والظلمة مع تضادّهما متناوبين متظاهرين على ما فيه صلاح العالم ومعاش بني آدم.
وحركة أخرى في دورة البروج يكون بها ارتفاعها وانحطاطها في الآفاق
__________________
(١) ق : ٦.
(٢) الذاريات : ٤٧.
(٣) الانعام : ٩٧.