ومنافع للنّاس غير يسيرة تعجز العقول عن الإحاطة بها حيث جعلها الله تعالى سقفا محفوظا كما قال : (وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) (١) ، وقبّة مضروبة كما ورد : إنّ هذه قبّة أبينا آدم ولله قباب كثيرة (٢).
وزيّنها بمصابيح نجوما ورجوما ، (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) (٣) (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً) (٤) (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (٥) وذكر أنّ خلقتها مشتملة على حكم بليغة وغايات صحيحة كما قال : (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً) (٦) ، (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (٧).
وجعلها مصعد الأعمال ومهبط الأنوار وقبلة الدّعاء فالأيدي ترفع إليها ، والوجوه تتوجّه نحوها ، وهي محل الضّياء والصّفاء وجعل لونها الزّرقة ، وهي اشدّ الألوان موافقة للبصر ، وتقوية له حتّى أنّ الأطبّاء يأمرون من أصابه وجع العين بالنظر إلى الزّرقة ، وهي الحافظة للقوّة الباصرة ولذا جعل الله سبحانه أديم السّماء ملونا بهذا اللون الأزرق لينتفع بها الأبصار الناظرة إليها فجعل سبحانه لونها أنفع الألوان وهو المستنير وشكلها أفضل الأشكال وهو المستدير.
ولذا قال : (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ
__________________
(١) الأنبياء : ٣٢.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٧ ص ٣٣٥ ح ٢١ ـ ٢٢.
(٣) الصافات : ٦ ـ ٧.
(٤) النبأ : ١٢.
(٥) نوح : ١٦.
(٦) آل عمران : ١٩١.
(٧) ص : ٢٧.