وإخراجها عن محبوبها ، وربطها في الفقر ، وأصول معاملة الخلق سبعة ، الحلم ، والعفو ، والتّواضع ، والسّخاء ، والشّفقة ، والنّصح ، والعدل والإنصاف ، وأصول معاملة الدنيا سبعة : الرّضا بالدّون ، والإيثار بالموجود ، وترك طلب المفقود ، وبغض الكثرة ، واختيار الزّهد ، ومعرفة آفاتها ، ورفض شهواتها مع رفض الرياسة ، فإذا حصل هذه الخصال بحقها في النفس فهو من خاصّة الله وعباده المقرّبين وأوليائه (١).
وفي البحار قال وجدت بخطّ شيخنا البهائي قدّس الله روحه ما هذا لفظه قال الشيخ شمس الدّين محمّد بن مكّي نقلت من خطّ الشيخ أحمد الفراهاني رحمهالله عن عنوان البصري ، وكان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة قال : كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين ، فلمّا قدم جعفر الصادق عليهالسلام المدينة اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك فقال لي يوما إنّي رجل مطلوب ، ومع ذلك لي أوراد في كلّ ساعة من آناء اللّيل والنّهار فلا تشغلني عن ذكري ، وخذ من مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه ، فاغتممت من ذلك وخرجت من عنده ، وقلت في نفسي لو تفرّس فيّ خيرا لما زجرني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه ، فدخلت مسجد الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلمت عليه ثمّ رجعت من الغد إلى الروضة ، وصلّيت فيها ركعتين ، وقلت أسألك يا الله يا الله أن تعطف عليّ قلب جعفر وترزقني من علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم ، ورجعت إلى داري مغتمّا ، ولم اختلف إلى مالك ابن أنس لما شرب قلبي من حبّ جعفر ، فما خرجت من داري إلّا إلى الصّلوة المكتوبة حتّى عيل صبري ، فلمّا ضاق صدري تنعّلت وتردّيت وقصدت جعفرا ، وكان بعد ما صلّيت العصر ، فلمّا حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له فقال حاجتك؟ فقلت : السّلام على الشريف ، فقال : هو قائم في مصلّاه ، فجلست
__________________
(١) مصباح الشريعة الباب ١٠٠.