لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ) (١) وأخرى الى ضمير المتكلّم والغائب كما في المقام ، وخبر المعراج ، والتشهّد ، وذلك لعبوديّته المطلقة ووساطته الكليّة التّامّة العامّة في جميع الشؤون الالهيّة والفيوض الرّبانيّة من التكوينيّة والتشريعيّة ، بحيث قد ألقى في هويّته مثاله فأظهر عنه أفعاله كما في العلوي (٢).
ولذا قال الصادق عليهالسلام على ما في مصباح الشريعة : العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة فما فقد من العبوديّة وجد في الربوبيّة وما خفي عن الربوبيّة أصيب في العبودية قال الله عزوجل (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٣) أي موجود في غيبتك وفي حضرتك وتفسير العبوديّة بذل الكليّة ، وسبب ذلك منع النفس عمّا تهوى ، وحملها على ما تكره ، ومفتاح ذلك ترك الرّاحة وحبّ العزلة ، وطريقة الافتقار إلى الله عزوجل ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أعبد الله كانّك تراه ، فان لم تكن تراه فانّه يراك.
وحروف العبد ثلاثة : (ع ب د) فالعين علمه بالله تعالى ، والباء بونه عمّن سواه ، والدّال دنوّه من الله تعالى بلا كيف ولا حجاب.
ثمّ قال عليهالسلام : وأصول المعاملات تنقسم على أربعة أوجه : معاملة الله ، ومعاملة النفس ، ومعاملة الخلق ، ومعاملة الدنيا ، وكلّ وجه منها ينقسم إلى سبعة أركان أمّا أصول معاملة الله فسبعة أشياء : أداء حقّه ، وحفظ حدّه ، وشكر عطائه ، والرضاء بقضائه ، والصبر على بلائه ، وتعظيم حرمته ، والشّوق إليه ، وأصول معاملة النّفس سبعة ، الخوف ، والجهد ، وحمل الأذى ، والرياضة ، وطلب الصدق ، والإخلاص ،
__________________
(١) الجنّ : ١٩.
(٢) بحار الأنوار ج ٤٠ ص ١٦٥.
(٣) فصّلت : ٥٣.