منه بشيء ومثل النّبي صلىاللهعليهوآله في البشرية والعربية موجود بخلاف مثل القرآن في البلاغة والفصاحة وأمّا إذا كان صفة السّورة فالمعجوز عنه هو الإتيان بالسورة الموصوفة ولا يقتضي وجود المثل بل ربما يقتضي انتفاؤه حيث يتعلّق به أمر التّعجيز ، وحاصله أنّ قولنا آت من مثل الحماسة ببيت يقتضي وجود المثل بخلاف آت ببيت من مثل الحماسة.
وردّه شيخنا البهائي رحمهالله بأنّه مبنيّ على كون القرآن كلّا له أجزاء وكون التّعجيز راجعا إلى الإتيان بجزء منه ، وامّا إذا جعلناه كليّا يصدق على كلّه وبعضه ، وعلى كلّ كلام يكون في لطيفة البلاغة القرآنيّة فلا نسلّم أنّ الذّوق يشهد بوجود المثل ورجوع العجز إلى أن يؤتى بشيء منه ، بل الذّوق يقتضي أن لا يكون لهذا الكلّي فرد يتحقّق والأمر راجع إلى الإتيان بفرد من هذا الكلّي على سبيل التّعجيز.
وفي كلّ من الجواب والرّد نظر أما في الأوّل فلانّ دلالته على تحقّق ثبوت المثل غير واضحة بل هو ظاهر الدّلالة على فقده وتعذّره بعد حصول العجز عن الإتيان من مثله بسورة حيث أنّ من الواضح كون العجز ناشيا عن إيجاد المثل واختلاقه لا عن مجرّد الإتيان به مع تسليم الحمل على ظاهره وأمّا في الحقيقة فالإتيان بمثله ليس إلّا على وجه الرّسالة ونزول الوحي ، ومن البيّن أنّه متعذّر بالنّسبة إليهم وحيث إنّهم عاجزون عن الإتيان فالتّعجيز حاصل بالأمر بالإتيان ، وليس المراد أنّ المماثلة لا تتحقّق إلّا بصفة كونه وحيا بل الإتيان بمثل هذا الكلام لا يمكن إلّا بالوحي.
وأمّا في الثّاني فلانّ القرآن على فرض كونه كلّيا يصدق على الكلّ وعلى البعض الّذي يحصل به الاعجاز لكنّه لا يصدق على كلّ كلام يكون طبقة البلاغة القرآنية كما توهّمه على أنّه غير مذكور في الآية رأسا بل الضمير للموصولة الظاهرة بعمومه في الجميع وكونها كناية عن هذا المنزل الّذي له أسماء باعتبارات شتّى لا