أي وقودها احتراق الناس والحجارة.
نعم على القراءة المشهورة يحتمل المصدريّة على أحد الوجهين لكنّه مدفوع بالمرجوحيّة وبنص الإمام عليهالسلام في تفسيره على ما مرّ (١).
والحجارة جمع حجر ، وهي الصخرة والذهب ، والفضة ، والرمل ، وتجمع على أحجار ، وأحجر ، وحجارة ، وحجار ، ولعلّ هذه المادة مأخوذ فيها الامتناع والتصلب ، فالحجر بالكسر ، العقل المانع عن ارتكاب القبائح ، والمحجور عليه هو الممنوع عن التصرف ، وهو في حجره : في كنفه وحمايته ومنعته ، بل المناسبة أيضا ظاهرة في اطلاق الحجر على القرابة ، والحرام ، والحجرة على البيت ، والحجر على الصخرة واستحجار الطين على تصلّبه.
والمراد بها في المقام على ما مرّ في كلام الإمام عليهالسلام (٢) حجارة الكبريت.
وفي الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليهالسلام لقد مررنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله بجبل وإذا الدّموع تسيل من بعضه ، فقال له ما يبكيك يا جبل فقال يا رسول الله كان المسيح مرّ بي وهو يخوّف الناس بنار (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) فأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال صلىاللهعليهوآله لا تخف تلك حجارة الكبريت فقرّ الجبل وسكن وهدأ (٣).
وفي «البصائر» بالإسناد عن ابراهيم بن عبد الكريم الانصاري (٤) أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله دخل هو وسهل بن حنيف وخالد بن أيّوب الانصاري حائطا من حيطان
__________________
(١) تفسير الإمام عن علي بن الحسين عليهالسلام ص ٢٠٢.
(٢) تفسير الإمام عليهالسلام ص ٢٠٢.
(٣) البحار ج ١٠ ص ٤٠ عن الاحتجاج ص ١١١ ـ ١٢٠.
(٤) في البحار : عبد الأكرم الانصاري.