عظيمة وجفلت الغنم ، ولمّا نزل عليه جبرئيل عليهالسلام بعد النبوة سأله عن تلك الهدّة فقال : هذه صوت وقع صخرة ألقيتها في جهنّم منذ سبعين سنة ، والآن وصلت إلى قعر جهنّم وأخبر عليهالسلام أنّه يهوديّ مات وعمره سبعون سنة (١).
وفي «العيون» في حديث المعراج انّه صلىاللهعليهوآله قال ثمّ سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل أتسمع يا محمّد؟ قلت نعم : قال : هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنّم منذ سبعين عاما ، فهذا حين استقرّت ، قالوا : فما ضحك رسول الله صلىاللهعليهوآله حتى قبض (٢).
قال بعض المحقّقين : إنّما كان لسقوط ذلك المنافق تلك الهدّة لسرعة ذلك الهويّ بسبب قوّة ميل إنيّته وطبيعته إلى معاصي الله الكبائر الّتي هي ثمرات النّار وسخط الجبّار بما هي عليه من العذاب ، وإنّما كان سريع الهويّ لثقل إنيّته ، وإنّما ثقلت إنيّته لخلوصها في إرادة المعاصي وتبذخه بها وعدم التفات نفسه إلى الله وإلى جهة طاعته فلهذا كان بغفلته وانهما كه في معاصيه حجرا ثقيلا لاجتماع مشاعره في جهات المعاصي ، فيميل بماله من درجات الثّقل التّطبعي الى مركزه من السّجين ثمّ قال اشارة إلى الأخبار الثلاثة المتقدّمة ، فهذه ثلاثة أحاديث وردت في ثلاثة أوقات متباينة ظاهرا وفي نفس الأمر كلّها حكاية عن واقعة واحدة سمعها رسول الله صلىاللهعليهوآله في وقت واحد قبل البعثة وبعد البعثة وفي ليلة المعراج قبل أن يصل السّماء الدّنيا ، فانظر إلى هذا الفعل الرّبوبي كيف شهد كلّ شيء ممّا كان وممّا يكون منذ خلق الله القلم الّذي هو عقل الكلّ إلى ما لا نهاية له فيما يكون كلّ شيء في وقته بل وما قبل العقل بما لا يكاد يتناهى لأنّه حين كان في مقام قاب قوسين في عروجه أشهده
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٨ ص ٢٩١ عن تفسير القمي ص ٣٦٩.
(٢) بحار الأنوار ج ٨ ص ٢٩١ عن تفسير القمي.