ينبغي الالتفات إليه بعد ظهور إجماع الاماميّة على ما سمعت ، بل لا يبعد دعوى كونه ضروريّا عندهم ونسبة الخلاف إلى السيّد الرّضي رضى الله عنه غير ثابتة مضافا إلى ظواهر الآيات الكثيرة كقوله في حقّ الجنّة (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (١) (أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) (٢) (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (٣) (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) (٤) وفي حق النار (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٥) (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ) (٦).
وحملها على التعبير عن المستقبل بلفظ الماضي مبالغة في تحقّقه مثل (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ) (٧) (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) (٨) خلاف الظاهر الّذي هو الحجّة حتى في فروع الأصول ، فلا يصار إليه إلّا بالقرينة.
وأمّا قصة آدم وحوّاء وإسكانهما الجنّة ثمّ إخراجهما عنها بأكل الشجرة وكونهما (يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) على ما نطق به الكتاب والسّنة فلا دلالة فيها عليه بعد استفاضة الاخبار بأنّ تلك الجنة كانت من جنان الدّنيا وأنّها من الجنّتين المدهامّتين ، وأنّ من دخل جنّة الخلد لا يخرج منها أبدا ، ولذا وسوس إليه
__________________
(١) آل عمران : ١٣٣.
(٢) الحديد : ٢١.
(٣) النجم : ١٣.
(٤) الشعراء : ٩٠.
(٥) البقرة : ٢٤ وآل عمران : ١٣١.
(٦) الشعراء : ٩١.
(٧) يس : ٥١.
(٨) الأعراف : ٤٤.