العلياء من الإيمان وفازوا منه بأوفر النّصيب من المعلى والرّقيب ، وأمّا من دونه من أصحاب الدرجات النازلة فإنّما ينالون من تلك البشارة والمثوبة على قدر مراقبهم في الايمان.
ولذا ورد أنّه ما ورد آية في حق المؤمنين إلّا وعليّ أميرها وشريفها وسابقها ورأسها (١) لأنّه أوّل المؤمنين ايمانا وأسبقهم تصديقا وأعظمهم يقينا وأعملهم بأنواع الطاعات والقربات ، ولذا سمّي أمير المؤمنين ، وإنّما ينال من ينال شيئا منها بوساطتهم وشفاعتهم ، بل قد ورد أنّ نزول هذه الآية أيضا فيهم وفي شيعتهم.
ففي تفسير فرات عن الباقر عليهالسلام في قوله : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) قال عليهالسلام : هو عليّ بن أبي طالب والأوصياء من بعده وشيعتهم (٢).
وفيه عن ابن عباس في هذه الآية قال : نزلت في عليّ وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحرث.
وروى الجبري وهو من أعيان علماء العامّة عن ابن عباس قال فيما نزل في القرآن من خاصة رسول الله صلىاللهعليهوآله وعليّ وأهل بيته دون الناس من سورة البقرة : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية نزلت في عليّ وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب (٣).
وفي تفسير الامام عليهالسلام : (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله وصدّقوك في نبوّتك فاتّخذوك نبيّا وصدّقوك في أقوالك وصوّبوك في أفعالك واتخذوا أخاك عليّا بعدك ولك وصيا مرضيّا وانقادوا لما يأمرهم به وصاروا إلى ما أصارهم إليه ، ورأوا له ما يرون لك إلّا النّبوة الّتي أفردت بها وأنّ الجنان لا تصير لهم إلّا بموالاته وموالاة من
__________________
(١) تفسير فرات ص ٣ و ٤ وعنه البحار ج ٣٦ ص ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٢) تفسير فرات ص ٤ ـ ٥ وعنه البحار ج ٣٦ ص ١٤٩.
(٣) رواه تفسير الكنز ج ١ ص ٢٨٣ عن تفسير الفرات ص ٢.