مختلفات الطعوم (١).
وعلى هذا فالتشابه في الآخرة بين ضروب الثمرات وأنواعها أو أفراد النوع الواحد في صفات الكمال واللّذة والجودة من حيث مرافقتها للدار الآخرة.
وقد سأل مولانا الصادق عليهالسلام على ما رواه في الاحتجاج من أين قالوا إنّ أهل الجنّة يأتي الرجل منهم الى ثمرة يتناولها فإذا أكلها عادت كهيئتها فقال عليهالسلام : نعم ذلك على قياس السّراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلأت الدنيا منه سرجا (٢).
وربما يحتمل كون الضّمير للجنس المرزوق في الدّنيا والآخرة جميعا كأنّه قيل أتوا به متشابها نوعاه ، أي النوع الّذي في الآخرة والنوع الّذي في الدنيا ، وذلك لأنّ قوله : (هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ) (٣) أي مثله يدلّ على المشترك بين المثلين ، واعترض بأنّ المرزوق فيها جميعا غير المأتي به في الآخرة وأجيب بأن المراد بقوله الى المرزوق في الدنيا والآخرة جميعا إلى الجنس الصالح لتناول كلّ منهما لا المقيّد بهما ، فانّه حينئذ يكون أخصّ من كلّ منهما ، ولا يدفع سؤال التشابه والإتيان بالجنس حاصل في ضمن الإتيان بأيّ نوع كل الاستحالة انفكاك النوع من الجنس.
ولا يخفى عليك ما فيه من التكلّف على أنّه يكون حينئذ تقريرا وتأكيدا للجملة السابقة ، هذا مضافا إلى أن التشابه هو التماثل في الصفة وهو مفقود بين ثمرات الدنيا والآخرة ولذا قيل ليس في الجنة من أطعمة الدنيا إلّا الأسماء وتنزيله على مجرّد التماثل في الهيئة واللون على فرضه ليس بذلك ، نعم يحتمل على وجه
__________________
(١) تفسير البرهان ج ١ ، ص ٦٩ عن تفسير الامام عليهالسلام.
(٢) بحار الأنوار ج ٨ ص ١٣٦ ح ٤٨ عن الاحتجاج ص ١٩٢.
(٣) البقرة : ٢٥.