بالإيمان بالغيب لا الرّجم بالغيب ، والله العالم بالحقائق ، وحججه هداة الخلائق.
(وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) (١) الأزواج جمع زوج ، وهو يقع على الرجل والمرأة ، وإن أطلقت عليها الزوجة أيضا وزوج كل شيء شكله ونظيره وضده من سنخه ، كالرطب واليابس والحلو والمرّ ، ولذا قال تعالى : (خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٢) ، وقال : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) (٣) ، أي ضدّين متوافقين في السنخ ، وقال عليهالسلام : «بمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له» (٤) ، وقالوا : كل ممكن زوج تركيبي أي مركب من الوجود والماهيّة ، والطهارة هي النظافة والنزاهة من الأقذار والأدناس ويقال : النساء فعلت والنساء فعلن ، وهنّ فاعلة وفواعل ، وهما لغتان فصيحتان ، والمفرد بتأويل الجماعة في الإسناد والتوصيف وغيرهما ، فالمعنى في المقام جماعة أزواج مطهّرة ، وقرأ زيد بن عليّ مطهرات وعبيد بن عمير (٥) مطهرة بالتشديدين ، بمعنى متطهرة لكن في صيغة التفعيل من المبالغة في توصيفهنّ والفخامة لصفتهن ما ليس في غيرها.
وفي تقديم المسند على المسند اليه وعلى الظرف مع اللام المفيدة للاختصاص والتشريف ، وتنكير المسند إليه على صيغة الجمع وجوه من الجزالة والفخامة والتخصيص بالكرامة ، سيّما مع التوصيف بالتطهير الدّال على الكينونة لا التصيير كما في آية التطهير ، والمراد طهارتهنّ ممّا يختص بالنساء من الحيض
__________________
(١) البقرة : ٢٥.
(٢) النجم : ٤٥.
(٣) الذاريات : ٤٩.
(٤) الأمالي للسيد المرتضى ج ١ ص ١٠٣ ، الاحتجاج ج ١ ص ٢٩٨.
(٥) هو عبيد بن عمير بن قتادة ابو عاصم الليثي المكي ، ولد في زمن النبي صلىاللهعليهوآله ، وتوفي سنة (٧٤) ه. وله ترجمة في غاية النهاية للجزري ج ١ ص ٤٩٦ رقم ٣٠٦٤.