خدّامه قدوس قدوس جل جلاله ، بل هذه حوراء من نساءك ، فمن لم تدخل بها بعد أشرفت عليك من خيمتها شوقا إليك ، وقد تعرضت لك وأحبّت لقائك ، فلما أن رأتك متكئا على سريرك تبسّمت نحوك شوقا إليك ، والشعاع الّذي رأيت والنور الّذي غشيك هو من بياض ثغرها وصفائه ونقائه ورقته ، فيقول ولي الله : ائذنوا لها فتنزل إلي فيبتدر إليها ألف وصيف وألف وصيفة يبشرونها بذلك ، فتنزل إليه من خيمتها وعليها سبعون حلّة منسوجة بالذهب والفضة مكلّلة بالدّر والياقوت والزبرجد صبغهنّ المسك والعنبر بألوان مختلفة يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة طولها سبعون ذراعا وعرض ما بين منكبيها عشرة أذرع ، فإذا دنت من وليّ الله أقبل الخدّام بصحاف الذهب والفضة فيها الدر والياقوت والزبرجد ، فينشرونها عليها ثم يعانقها وتعانقه فلا تمل ولا يمل (١).
وفي تفسير الامام عليهالسلام : (وَلَهُمْ فِيها) في تلك الجنان (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ) من أنواع الأقذار والمكاره ، ومطهرات من الحيض والنفاس ، لا ولّاجات ولا خرّاجات ولا دخالات ولا ختّالات ولا متغايرات ، ولا لأزواجهن فركات ولا صخّابات ، ولا عيّابات ، ولا فحاشات ، ومن كل المكاره والعيوب بريّات ، (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) مقيمون في تلك البساتين والجنّات (٢).
أقول الولّاجة الخراجة هي الكثيرة الدخول والخروج وفي القاموس رجل خراج ولّاج كثير الظرف والاحتيال والدّخالات الغاشات المفسدات أو كثيرة الدخول في الأمور الّتي لا ينبغي لها الدخول فيها وربما يضبط الولاجات بالحاء المهملة مفسّرة بالحمّالة زوجها بما لا يطيق ، وعلى هذا فتكون الخراجة الدّخالة بمعنى كثيرة الخروج والدخول والختّالات الخدّاعات والمتغايرات من الغيرة على
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٨ ص ١٦٠ ح ٩٨ عن الكافي الروضة ص ٩٥ ـ ١٠٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٨ ص ١٤٠ عن تفسير الامام عليهالسلام.