أزواجهن وفركات مبغضات والصّخابات بالصاد المهملة ثمّ الخاء المعجمة كثيرة الصياح والكلام وفي بعض النسخ بدلها ولا متخابات وهي المتخادعات والعيابات من العيب وفي بعض النّسخ العتابات من العتب والفحّاشات من الفحش وفي الصافي بدلها النّخاسات وفسّرها بالدّافعات ولم أجدها في شيء من النّسخ (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) دائمون في النعمة والسرور والحبور ، لا ينغص عيشهم بخوف الزوال ، ولا يتطرق إليهم خوف الفناء والانتقال ، بل هم متنعمون فيما أعدّ لهم من النّعم فيما لا يزال فان الخلود دوام البقاء من وقت مبتدأ على ما صرّح به في «مجمع البيان» و «الصحاح» و «القاموس» وغيرها وفي «الكشاف» أنّه الثبات الدائم والبقاء اللازم الّذي لا ينقطع قال الله تعالى : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) (١).
وفي الصحيفة السجادية : اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود (٢).
وقال امرئ القيس :
ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي |
|
وهل ينعمن من كان في العصر الخالي |
وهل ينعمنّ إلّا سعيد مخلد |
|
قليل الهموم ما يبيت بأوجال (٣). |
ومن هنا يظهر أنّ ما ربّما يحكى في بعض الحواشي عن الزمخشري من أن الخلد من الأسماء الغالبة للمعنى كالدابة للعين فانّه في الأصل في الدّوام الّذي ينقطع ثمّ غلب استعماله في الدّوام الّذي لا ينقطع ممّا لا أصل له كما نبّه عليه في الكشف وغيره.
وأمّا ما ذكره القاضي تبعا للرازي ناسبا له إلى أصحابه وهم الأشاعرة من أنّ
__________________
(١) الأنبياء : ٣٤.
(٢) الدعاء : ٣٢.
(٣) الكشّاف ج ١ ص ٢٦٢ ط بيروت دار الفكر.