وكالجرجس والولع.
ففي الكافي عن الصّادق عليهالسلام قال : ما خلق الله عزوجل خلقا أصغر من البعوض والجرجس أصغر من البعوض والّذي نسمّيه نحن الولع أصغر من الجرجس وما في الفيل شيء إلّا وفيه مثله وفضل على الفيل بالجناحين ، قال في «الصّحاح» الجرجس لغة في القرقس وهو البعوض الصغار ، وفي القاموس انّه بالكسر البعوض الصغار ولعله نوع منه أصغر من سائر أنواعه والحصر في الأول اضافي أو يعمّ الاسم كلّ ما كان أصغر منه ، وقد مرّ في تفسير (١) الامام عليهالسلام ، ويأتي ما يدلّ على الأوّل من الاحتمالين في فوقها حيث فسّره بالذّباب ولا بأس بارادة الثّاني أيضا لما سمعت مع كون الأصغر أوّل على كمال القدرة وظهور العظمة ، قال في القاموس ، و (بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) اي في الصغر ، وقيل : في الكبر ، ويقال : إنّ في خلقه سبحانه ، دويبة لا يكاد يجلّيها للبصر الحاد الا تحرّكها فإذا سكنت فالسكون يواريها ، ثمّ إذا لوّحت لها بيدك حادت عنها وتجنّبت مضرّتها.
قلت : وأصغر منها دويبات لا تدرك بحركة ولا سكون أصلا إلّا بواسطة بعض الآلات الصناعية كمرآة الذرة الّتي يقال لها بالفارسية ذره بين ونحوها ومثلها يرى كثيرا في الماء الصافي الّذي لا يكاد يدرك فيه البصر غير الصفاء ولكلّ منها مدخل ومخرج وغذاء ونمو وقلب وقالب وأخلاط وعروق وأعضاء وحواس وقوى وإرادة وحياة وروح ونفس (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (٢).
وفي تفسير الامام عليهالسلام انّه قيل للباقر عليهالسلام : إنّ بعض من ينتحل موالاتكم يزعم
__________________
(١) تفسير البرهان ص ٧٠ عن تفسير الامام عليهالسلام.
(٢) يس : ٣٦.