الملائم يعبر عنه بنزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه سواء كان مع شوق حيواني كالشهوة والغضب أم لا ، ويطلق أيضا على القوة الّتي هي مبدأه.
وأمّا ارادته سبحانه فقد طال التشاجر بينهم في معناها ، فقيل : إنّها قديمة عين الذات ، وقيل : قائمة به ، وقيل : نفس العلم ، وقيل : إنّ له إرادتين ، قديمة هي عين ذاته ، وحادثة هي متجدّدة متكثرة واردة على ذاته ، وعلى الوجهين صفة زائدة على العلم ، أو متّحدة معها إلى غير ذلك من الأقوال السخيفة الناشئة عن اختلال التوحيد ، بل أنكرها بعضهم مطلقا كأوساخ الدهرية والطباعية وكبعض الحكماء القائلين بالاتّفاق.
وذكر العلامة الحلي رحمهالله في «أنوار الملكوت» أنّ ارادته سبحانه صفة حادثة موجودة بإيجاده لا في محلّ قال : وهو مذهب السيد المرتضى وأكثر أصحابنا.
أقول والّذي استقرّ عليه المذهب واستفاض به الخبر أن ارادته سبحانه حادثة بإحداثه ، وهي من صفات الفعل.
ففي «الكافي» و «التوحيد» عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام : أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق (١) فقال عليهالسلام : الارادة من الخلق (٢) الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، وأمّا من الله فإرادته إحداثه لا غير ذلك ، لأنّه لا يروّي (٣) ولا يهمّ ولا يتفكّر ، وهذه الصفات منفية عنه ، وهي صفات الخلق فإرادة الله الفعل لا غير ذلك ، يقول له كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّه ولا تفكر ،
__________________
(١) في نسخة : ومن المخلوق.
(٢) في البحار : من المخلوق.
(٣) روّى يروّي : نظر وفكر.