ناقضوها وفي بعض النسخ قاطعوها فنخشى إن الله أعزّك وأظهرك أن ترجع إلى قومك (١) والعهد الموثق الّذي من شأنه أن يراعى ويتعهد ويتعدّى بإلى للوصية يقال : عهدت إليه في كذا أي أوصيته ومنه : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ) (٢) واشتقوا منه العهد الّذي يكتب للولاة ، ولعلّ الأوّل هو الأصل في معانيه ، وإليه يرجع غيره كالوصيّة ، والأمان ، والحفاظ ، ورعاية الحرمة ، واليمين ، والنقّاء ، والمعرفة ، والضمان ، والوفاء ، والتوحيد ، وغيرها ممّا استعمل فيه أو أريد منه في خصوص الموارد ولو بمعونة القرائن والضمائم ، ومن لابتداء الغاية فان ابتداء النقض بعد الميثاق ، وقيل مزيدة تفيد التوكيد ، وفيه ضعف ، والميثاق مصدر بمعنى الوثاقة كالميعاد والميلاد بمعنى الوعد والولادة ، أو اسم لما وقع التوثيق به كالميقات لما وقع التّوقيت به وفي «الصحاح» و «المصباح» و «القاموس» وغيرها أنّ الميثاق هو العهد من وثق وثيقا إذا ثبت واستحكم ومنه قوله : (وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) (٣) أي عهده الّذي عاهدكم ، والأظهر ما ذكرناه فلا يكون تكريرا بل تأكيدا للوثاقة المأخوذة في العهد ، والضمير له أو لله ، فالاضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول وعهده المأخوذ على عباده ايمانا أو عيانا هو ما عاهدهم عليه حين فطرهم وأنشأهم وفتق بهم رتق العدم فدعاهم بالخطاب الفهواني الكفاحي ايتوني عبيدا طائعين أو كارهين فقالوا أتينا طائعين عبيدا أذلاء منقادين وما عاهدهم عليه في الذّرّ الأوّل حيث خلقهم الله تعالى على صورة الذّر وركب فيهم العقول فكلّفهم وخاطبهم بألسنة مشيّته وأخذ عليهم العهد والميثاق بربوبيّته وبنبوّة محمّد وولاية عليّ والأئمّة الطاهرين صلّى الله عليهم
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٩ ص ٢٦.
(٢) يس : ٦٠.
(٣) المائدة : ٧.