وعدنا وسامحوه ولا تناقشوه فحينئذ تصيّره الملائكة إلى الجنان ، وأمّا من قطع رحمه فإن كان وصل رحم محمّد وقد قطع رحم نفسه شفّع أرحام محمّد إلى رحمه وقالوا لك من حسناتنا وطاعاتنا ما شئت فاعف عنه ، فيعطونه منها ما يشاء فيعفوا عنه ويعوض الله المعطين ولا ينقصهم ، وإن كان وصل أرحام نفسه وقطع أرحام محمّد بأن جحد حقوقهم ودفعهم عن واجبهم ، وسمّى غيرهم بأسمائهم ، ولقّب غيرهم بألقابهم ، ونبذ بالألقاب القبيحة مخالفيه من أهل ولايتهم ، قيل له : يا عبد الله اكتسبت عداوة آل محمّد لصداقة هؤلاء فاستعن بهم الآن ليعينوك ، فلا يجد معينا ولا مغيثا ويصير إلى العذاب الأليم المهين قال عليهالسلام : ومن سمّانا بأسمائنا ولقّبنا بألقابنا ولم يسمّ أضدادنا بأسمائنا ولم يلقبهم بألقابنا إلّا عند الضّرورة الّتي عند مثلها نسمّي نحن ونلقب أعداءنا بأسمائنا وألقابنا فانّ الله عزوجل يقول لنا يوم القيامة اقترحوا لأوليائكم هؤلاء ما تعينونهم به فنقترح لهم على الله عزوجل ما يكون قدر الدّنيا كلّها فيه إلّا كقدر خردلة في السّموات والأرض فيعطيهم الله إيّاه ويضاعف لهم أضعافا مضاعفات (١).
تم وبحمد الله الجزء الرابع من تفسير
الصراط المستقيم وسيأتي بعون الله الجزء الخامس منه
طبع على نفقة السيّدة الحاجة المحسنة
مريم بنت الحاج علي اللاري
__________________
(١) تفسير المنسوب الى الامام العسكري عليهالسلام ص ٢٠٦ ـ ٢٠٩.