وفي تفسير الإمام عليهالسلام بعد ذكر ما مرّ عنه في الآية المتقدّمة ، ثمّ وصف هؤلاء الفاسقين الخارجين عن دين الله وطاعته منهم فقال عزوجل : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ) المأخوذ عليهم لله بالربوبيّة ولمحمّد بالنبوّة ولعليّ بالإمامة ولشيعتهما بالجنّة والكراهة (مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ) وإحكامه وتغليظه (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) من الأرحام والقرابات أن يتعاهدوهم ويقضوا حقوقهم وأفضل رحم وأوجبه حقا رحم محمّد فإنّ حقهم بمحمد كما أن حقّ قرابات الإنسان بأبيه وأمّه ومحمّد أعظم حقّا من أبويه وكذلك حقّ رحمه أعظم وقطيعته أفظع وأفضح (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالبراءة ممّن فرض الله إمامته واعتقاد امامة من قد فرض الله مخالفته (أُولئِكَ) أهل هذه الصفة (هُمُ الْخاسِرُونَ) خسروا أنفسهم لما صاروا إلى النيران وحرموا الجنان ، فيا لها من خسارة ألزمتهم عذاب الأبد وحرمتهم نعيم الأبد.
وقال الباقر عليهالسلام : ألا ومن سلّم لنا ما لا يدريه ثقة بأنّا محقون عالمون لا نقف به إلّا على أوضح المحجّات سلّم الله إليه من قصور الجنّة أيضا ما لا يقادر هو ولا يقادر قدرها إلّا خالقها وواهبها ، ألا ومن ترك المراء والجدال واقتصر على التّسليم لنا وترك الأذى حبسه الله على الصراط فجاءته الملائكة تجادله على أعماله وتواقفه على ذنوبه ، فإذا النّداء من قبل الله عزوجل يا ملائكتي عبدي هذا لم يجادل وسلّم الأمر لأئمّته فلا تجادلوه وسلّموه في جنانه إلى أئمّته يكون متبجحا فيها بقربهم كما كان مسلّما في الدّنيا لهم ، وأما من عارض بلم وكيف ، ونقض الجملة بالتفصيل قالت الملائكة على الصراط : واقفنا يا عبد الله وجادلنا على أعمالك كما جادلت أنت في الدنيا الحاكين لك عن أئمتك فيأتيهم النداء صدقتم بما عامل فعاملوه ألا فواقفوه ، فيواقف فيطول حسابه ويشتدّ في ذلك الحساب عذابه فما أعظم هناك ندامته واشدّ حسراته لا ينجيه هناك إلّا رحمة الله إن لم يكن فارق في الدّنيا حملة دينه وإلّا فهو في النّار أبد الآباد قال عليهالسلام : ويقال للموفي بعهوده في الدّنيا في نذوره وإيمانه ومواعيده ، يا أيتها الملائكة وفى هذا العبد في الدّنيا بعهوده فأوفوا له هناك بما