بوصله ، فهو في موضع الخفض ، ويحتمل النّصب على أنّه بدل من (ما) وهو ضعيف.
(وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) بالصّدّ عن الإيمان بالله وطاعة الرسول وموالاة أمير المؤمنين والأئمّة المعصومين صلّى الله عليهم أجمعين ، وبالدّعاء إلى ولاية الجبت والطاغوت وسائر الشياطين وحزبهم الظالمين لآل محمّد ، وباشاعة الظلم والجور وغصب الحقوق وسفك الدّماء ونهب الأموال.
(أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) الذين خسرت صفقتهم وهلكت أنفسهم باستبدال الكفر بالإيمان ، والضّلالة بالهداية ، وولاية الشياطين بولاية مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام والنقض بالوفاء ، والقطع بالصّلة ، والفساد بالصلاح ، والسّيئة بالحسنة ، والنّار بالجنّة.
والآية بعمومها لعموم الموضوع فيها وان كانت عامّة شاملة لكلّ من نقض عهدا ، أو قطع صلة أو فعل فسادا إلّا أنّ زيادة الخسران وشدّة العقوبة فيها تتفاوت فيها بتفاوت المراتب وملاحظة العقوق ودرجات الحقوق ، وهي ناعية على الذين ظلموا آل محمد حقوقهم ، وارتدّوا عن الإسلام على أدبارهم ونقضوا بيعة النّبي صلىاللهعليهوآله في وصيّه وخليفته ونبذوه (وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ) ، وذلك بأنّهم نقضوا البيعة وركبوا الشنعة ، وقطعوا رحم آل محمّد ، وخرجوا عن ولاية الله إلى ولاية الجبت والطاغوت ، وأفسدوا في الأرض بالبغي والظّلم والعدوان على آل محمّد عليهمالسلام ، فلم يمتثلوا أمر الرّسول في الهادين بعد الهادين ، والأطيبين بعد الأطيبين ، والأمّة مصرّة على مقته ، مجتمعة على قطيعة رحمه ، وإقصاء ولده إلّا القليل ممّن وفى لرعاية الحقّ فيهم ، فقتل من قتل وسبي من سبي ، وأقصي من أقصي ، وجرى القضاء لهم بما يرجى به حسن المثوبة ، إذ كانت الأرض (لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (١) ، نسأل الله تعجيل الفرج وسهولة المخرج.
__________________
(١) دعاء الندبة.