قال : «من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاءتا يوم القيامة تظلّانه على رأسه مثل الغمامتين ، أو مثل الغيّابتين» (١) يعني المظلّتين.
ومثله في تفسير الإمام عليهالسلام ، وزاد بعد قوله : (أو غيابتان) : أو فرقان (٢) من طير صوّاف يحاجّان عن صاحبهما ويحاجّهما ربّ العزّة ، ويقولان : يا ربّ الأرباب إنّ عبدك هذا قرأنا ، وأظمأنا نهاره ، وأسهرنا ليله ، وأنصبنا بدنه ، فيقول الله عزوجل : يا أيّها القرآن فكيف كان تسليمه لما أمرته (خ ل) (لما أنزلته فيك) من تفضيل علي بن أبي طالب أخي محمد رسول الله؟ فيقولان : يا ربّ الأرباب وإله الآلهة والاه ، ووالى وليّه (أولياءه خ ل) وعادى أعدائه ، إذا قدر جهر ، وإذا عجز اتقى واستتر ، فيقول الله عزوجل : فقد عمل إذا بكما كما أمرته ، وعظّم من خطبكما ما أعظمته ، يا عليّ أما تسمع شهادة القرآن لوليّك هذا؟ فيقول عليّ : بلى يا ربّ ، فيقول الله تعالى : فاقترح له ما تريد ، فيقترح له ما يريد على أمانيّ هذا القاري من الأضعاف المضاعفات ما لا يعلمه إلّا الله عزوجل ، فيقول الله عزوجل : قد أعطيته ما اقترحت يا عليّ.
ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّ والدي القارئ ليتوّجان بتاج الكرامة يضيء نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة ، ويكسيان حلّة لا يقوّم لأقلّ سلك منها مائة ألف ضعف ما في الدنيا بما يشتمل عليه من خيراتها.
ثمّ يعطى هذا القاري الملك بيمينه في كتاب ، والخلد بشماله في كتاب.
يقرأ من كتابه بيمينه : قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان ، ومن رفقاء محمّد سيّد الأنبياء ، وعليّ خير الأوصياء ، والأئمّة بعدهما سادة الأتقياء.
ويقرأ من كتابه بشماله : قد أمنت الزوال والانتقال عن هذه الملك ، وأعذت
__________________
(١) ثواب الأعمال ص ١٣٣ ـ مجمع البيان ج ١ ص ٣٢.
(٢) الفرقان (بكسر الفاء) : طائفتان ، قسمان من كل شيء.