وأربعة ولو لا أنّك تقدّر السكت لقلت : ثلاثة بالتاء ويدلّ عليه قول الشاعر (١).
أقبلت من عند زياد كالخرف |
|
تخط رجلاي بخطّ مختلف |
تكتبان في الطريق لام ألف
حيث ألقى حركة همزة الألف على الميم ففتحها (٢).
فالظاهر أنّ مراده من البناء معناه اللغوي ، وأنّ سكونها عنده للوقف لا البناء المصطلح كما يظهر من تضاعيف أدلّته ، مع أنّه ذكر في أوّل سورة الأعراف : انّا قد بيّنا في أوّل سورة البقرة أنّ حروف الهجاء توصل على نيّة الوقف فرقا بينها وبين ما يوصل للمعاني (٣).
ومنها : أنّه قد يتلفّظ بما آخره ألف من هذه الأسماء مقصورا حالة التهجّي فتقول : با ، تا ، ثا ، حا ، خا ، بالقصر في الجميع عند التعداد ، فإذا ركّبتها وعلقت عليها شيئا من العوامل مددتها فتقول : كتبت الباء معرّفا ، وكتبت باء منوّنا ، وكذا أخواته ممّا آخره ألف ، ويلحق بالجميع أحكام الممدود من التثنية ، والجمع والتصغير والنسبة ، وغيرها.
نعم ربما يبدل الهمزة أو الألف منها واوا أو ياء في النسبة وغيرها ، ولذا قال في القاموس : التاء حرف هجاء ، وقصيدة تائيّة ، وتاوية ، وتيويّة.
وأمّا ما فيه وفي الصحاح من جواز المدّ والقصر في الحاء ، فلعلّه مبني على الوجهين.
__________________
(١) هو ابو النجم الراجز الفضل بن قدامة العجلي الشاعر كان يحضر مجالس عبد الملك وهشام ، مات سنة (١٣٠) ه
(٢) مجمع البيان ج ١ ص ٣٤.
(٣) مجمع البيان ج ٤ ص ٣٩٤.