عزوجل في خلقه (١).
وكيفيّة الاستدلال أنّ الله يطالب عبده بالعلم والمعرفة ، ولا يتمّ ذلك في الاحتياط.
وأُجيب :
أوّلاً : لمّا كان المقصود من الاحتياط هو إتيان جميع المحتملات فإنّه يدرك الواقع ويصل إلى ما يصل إليه العلم أيضاً ، فالنتيجة واحدة.
ثانياً : ظاهر الحديث الشريف أنّه ناظر إلى من يعصي الله سبحانه ولم يعمل بتكاليفه الإلهيّة ، والمحتاط إنّما يصدق عليه أنّه في أعلى مراتب الإطاعة والانقياد.
ثالثاً : الأمر في الحديث إرشادي ، وليس فيه ما يدلّ على الوجوب النفسي للتعلّم حتّى يتنافى مع الاحتياط ، فوجوب التعلّم ولزومه إرشاد إلى امتثال التكاليف والأحكام ، وإنّ الجهل فيها لا يكون عذراً لترك المكلّف به.
وقيل : أنّ وجوبه طريقي وليس بنفسي ، والشاهد عليه أنّ السؤال أوّلاً عن العمل (هلّا عملت) لا عن التعلّم ، ولكن الظاهر أنّ السؤال عن التعلّم أوّلاً (أكنت عالماً).
هذا ، ومجمل الأقوال في وجوب التعلّم ثلاثة :
فمن الأعلام كما نسب إلى المحقّق الأردبيلي وجماعة من المتأخّرين من يذهب إلى الوجوب النفسي وأنّه يستحقّ الإنسان العقاب على نفس ترك التعلّم ،
__________________
(١) جامع أحاديث الشيعة ١ : ٥ ، وأمالي الشيخ المفيد ، وبحار الأنوار ٢ : ٢٩ ١٨١.